صيف ساخن جدآ تم فيه صهر كل شئ
حتى الحق و الباطل
براءة ممدوح إسماعيل و إدانة سعد الدين إبراهيم

بقلم رئيس التحرير - براءة ممدوح إسماعيل من غرق المصريين.. إدانة لمين؟

بقلم . محمد غنيم


سادت حالة من السخط والإحباط الشعبي عقب الحكم الصادر من محكمه الجنح بالبحر الأحمر ببراءة ممدوح إسماعيل مالك العباره السلام 98 والتي غرقت ومعها أرواح أكثر من ألف مصري واعتبرها الجميع جريمة العصر وتناولت وسائل الإعلام والفضائيات العربية بل والعالمية بث تقارير وشهادة الناجين عن حجم الإهمال والمستوي المتدني بل والمتهالك لوسائل الإنقاذ بالعباره وحتي ممدوح إسماعيل نفسه هرب إلي لندن هو وابنه في تصرف يعكس إحساسه بالإدانة إلا أن حكم البراءة أتي علي الجميع كالصاعقه خاصة في تبريرات المحكمة للحكم بعدم كفاية الأدلة فأي أدلة أكثر من أرواح ألف مصري وبرغم استئناف النائب العام للحكم إلا أن الجميع في مصر زاد إحساسه بالإحباط فها هو الملاذ الأخير لهم وهو القضاء المصري بدأت صورته تهتز ففي الوقت الذي تعتقل فيه السلطات السويسرية نجل الرئيس القذافي بتهمة إساءة معاملة خادمه يبرئ فيه القضاء المصري متهم بقتل ألف مصري دون رحمه في عرض البحر «الغد» رصدت ردود أفعال السياسيين والإعلاميين وقطاعات من الشعب علي الحكم ببراءة ممدوح إسماعيل. في البداية يقول الإعلامي الكبير وائل الإبراشي لقد أصابتني حالة من الذهول لازالت تسيطر علي حتي الان فقد كنت أحد المتابعين باهتمام لموضوع العبارة والتقيت بالعديد من الناجين من تلك المجزرة وتوقعت أغلظ عقوبة للجاني ودهشت في البداية بسبب نظر المحاكمة أمام محكمة الجنح وكان يجب أن تكون أمام الجنايات فنحن جميعا شاهدنا شهادة الناجين من الحادث عن عدم وجود وسائل للانقاذ بل وتهالك بدل الانقاذ الموجودة علي العبارة ألا يستحق ممدوح إسماعيل الإدانة ولو بتهمة الإهمال والتسبب في مصرع أكثر من ألف مصري وإذا كان القانون عاجز في مواده في قضية بتلك الحجم فيجب إعادة النظر فيها أما إذا كان ممدوح إسماعيل برئ بالفعل فليقدموا لنا الجاني الحقيقي. أما الأستاذ ضياء الدين داود رئيس الحزب العربي الناصري فيؤكد أن حكم براءة ممدوح إسماعيل هو نقطة سوداء أخري تضاف لرصيد انتهاك دماء المصريين وأرواحهم لصالح أصحاب المال والنفوذ ففي الوقت الذي تعتقل فيه دولة مثل سويسرا نجل القذافي بتهمة إساءة معاملة خادمه وتحتجزه ليومين نبرئ نحن من قام بقتل ألف مصري في عرض البحر بل وتربح عليهم من شركة التأمين واعترف هو بجريمته بهروبه للخارج ولكن للأسف حصل علي حكم لم يكن هو نفسه يتوقعه فإذا كانت هذه هي رؤية القانون المصري للقضية فهي كارثة ولكن استئناف النائب العام والذي وصف الحكم بأنه قد شابه الكثير من العيوب يؤكد أن هناك شئ ما خطأ أدي إلي هذا الحكم وإن حدث هذا سنصبح أمام كارثة أخري تستحق محاكمة المتسببين فيها فكفي استهانة بأرواحنا وأرواح أبنائنا فإذا كان ممدوح إسماعيل برئ فمن الجاني؟ وهل كل ما يستحقه ربان سفينة شاهد الغرقي في عرض البحر وتقاعس عن إنقاذهم بل وداس جثثهم حكم 6 شهور مع إيقاف التنفيذ و10 آلاف جنيه غرامة إلي هذا الحد أصبحت أرواحنا رخيصة؟ ويؤكد الفنان هاني رمزي أن حكم البراءة لمالك العبارة السلام 98 علي الرغم من حجم المأساه وبرغم ما شاهدناه وتابعناه جميعا من أقوال الناجين وما ذكرته وسائل الإعلام عن العيوب الخطيره بالعبارة وأنها أساسا كانت معدة لنقل الحيوانات وتم بناء أدوار مخالفة واستخدمت هنا لنقل البني آدمين يضعنا أمام عدد من الجناة والجرائم فمن صرح لتلك السفينه بالعمل لابد أن يعاقب ومن صرح ببناء تلك الأدوار لابد أن يعاقب والذين يراقبون عناصر الأمان بالسفينه لابد أن يكونوا أمام المحكمة بتهمة التسبب في القتل أما هذا الحكم بالبراءة فإنه يصيب عقولنا بالشلل!! وعلق كابتن حسام حسن المدير الفني للمصري علي الحكم بأنه سبق وأن أعلن أنه وشقيقه يفكرون جديا في الهجرة من مصر بسبب غلاء الأسعار أما بعد براءة ممدوح إسماعيل فإن أسباب تلك الهجرة قد تضاعفت وأصبح يشعر بالقلق علي مستقبل أولاده فكيف يفقد أكثر من ألف مصري حياتهم دفعة واحدة وفي قضية الجاني فيها معروف أمام العالم أجمع ويهرب الجاني بجريمته بل ويحصل علي حكم بالبراءه في تحد واضح لمشاعر الجميع يشعرنا أننا بلا قيمه وأرواحنا لا تساوي شيئا في بلادنا. وعلي المستوي الشعبي يقول عبد الحميد آلاجه محامي أن حكم براءة ممدوح إسماعيل يشعرنا أن هناك مؤامرة ضد هذا الشعب وأرواح أبنائه فالجريمه ثابته والإهمال واضح والضحايا أكثر من ألف من أبنائنا وأولادنا ومع ذلك حكم براءة في قضية تعتبر جريمة العصر فلو تعرضنا لحرب من جيش لما سقط ألف ضحيه في ساعات معدوده فشهداء العبارة السلام دماؤهم في رقبة من ومن يقول أن ألف مصري غرقوا بسبب الإهمال وظلوا لساعات طويله دون أن يحاول أحد إنقاذهم حتي لقوا حتفهم وبعد ذلك الجميع براءة إذن من المذنب. ويضيف محمد الطوخي محاسب إذا كنا أصبحنا بهذا الهوان وإنعدام القيمه في بلادنا فعلينا إما أن نرفض هذه الأوضاع أو نترك لهم بلادنا يحكمونها كيفما شاءوا ولكننا لن نقبل أن نعيش هكذا والحيوانات في الخارج يمكن أن يتعرض من يهملها للمحاكمه في الوقت الذي لا تساوي حياة ألف مصري يوما واحدا في السجن للجاني فهذا الحكم يعد أسوأ حكم في التاريخ ليس بالنسبه لمصر فقط بل للعالم أجمع فليس هناك أبشع من غرق أكثر من ألف إنسان بلا حساب بل براءة بالقانون أي قانون هذا وأي عدل في هذا الحكم. في النهاية لم يسدل الستار بعد علي جريمة العصر بعد أن أعاد النائب العام استئناف الحكم ولكن الأثر السئ والإحباط علي كافة المستويات الذي تركه حكم البراءة لممدوح إسماعيل لن يمحوه أي شئ خاصة وأنه خرج من عباءة القضاء الذي يعول عليه المصريون آمالهم في رفع الظلم ويعتبرونه ملاذهم الأخير ولكن نزل حكم براءة إسماعيل كصفعة كبري ليس علي وجوه أهالي الضحايا وحدهم بل علي وجه كل مصري كان يتطلع للقصاص لدماء وأرواح ضحايا السلام 98 حتي أن البعض ذهب أن ممدوح إسماعيل نفسه لم يكن ليحلم بهذا الحكم ببراءته.